الخميس، 20 مايو 2010

الثقب الأسود..خاصتي



لأن ذاكرتي لا تحتوي على جزء "مؤقت "كالذي تمتلكه ذاكرة الحواسيب..

أدعي..

 أن ثقباً أسوداً قد تشكل فيه وابتلع الاحداث
القريبة والسريعة..
وشيئاً من التفاصيل القديمة .

وأؤكد لكم أن اعتقادي هذا ما جاء جزافاً..

فأنا لطالما شعرت باصطدام هذا الثقب بذكريات ظننتني دونتها جيداً
 .. وحين بحثت عنها لم اجد إلا بقاياها تنعي ما كان قد ابتلعه منها .

في الأونة الاخيرة ..

تنبهت لحالة شرود ذهني عميقة تذهب بوعيي بعيداً ..
حتى أنني أرحل عن صفحة مجريات الحياة
السائرة أمامي ..
حتى أنني قبل أيام رأيت وجه صديقتي وما عرفتها .
حتى انني عدت إلى المغسلة أكثر من ثلاث مرات ولم أغسل يدي..
حتى أنني رجوت والدتي أن تضع كفيها على كتفي وأن
تركز عينيها في عيني وتطلب ما شاءت بعد ذلك مني ..
لتضمن انني..
سمعت
ورأيت
ووعيت

سأفترض أنني لست بطيئة استيعاب ..استنادا إلى شهادة الهندسة التي منحوني إياها قبل "كم شهر "
و أؤكد لكل من سولت له نفسه أن يقول  "بتحب " أنني لست كذلك ..
وبفضل الله سجلي الصحي خالي من الأمراض التي تستدعي وجود ثقباً أسوداً في الدماغ
... والدراسة والتي لطالما ظننتها السبب "خلصناها "

كانت أسئلة مثل
ما السبب إذن ؟
ومالحل إن كان ثمة حل ؟
والاهم ما الذي سيترتب علي "حياتياً " من وجود هكذا ثقب و أسود؟
تؤرقني
..

لكن بعد أن رأيت وعي العرب التام لما يجري حولهم...
وذاكرتهم التي ما محا منها التاريخ شيئاً..
وبالمقابل
ردود أفعالهم التي تدحر قانون نيوتن الذي يدعي فيه أن لكل فعل رد فعل يساويه بالمقدار

أدركت أن وعيي لا يلزمني كثيراً
وذاكرتي ليس له داعٍ بالمطلق

وان الثقب الأسود خاصتي نعمة حباني بها الله..على من هم سواي