الأربعاء، 28 يوليو 2010

~ كلمة من صمت 1 ~

يبدد صمت المساء بضحكته عبر الأثير ، بعد كل كلمة وتعليق وسؤال وإجابة.

وكأنه تحت تأثير..الهواء

يزيل عند انتهاء الوقت السماعة عن أذنه,يفتح باب الاستيديو ويخرج.

يشير للمخرج بيده مودعاً,ولا يعلق على أي من مجريات الحلقة
...
ويرحل.

يمشي مطرقا في شوارع المدينة الفارغة, تنتابه فكرة ويجتاحه شعور

يرفع رأسه يحدق في نجوم المساء المعلقة في السماء.

ينتشي....يركض إلى الأمام ...يرفع يديه ...يتخذ هيئة الطير

و يحلق دون ان تغادر قدماه الأرض

يدور حول نفسه يصرخ... يقف فجأة

يصفق بحرارة..

ثم يضع يديه جانبا .

تمر سيارة أجرة
 
يستقلها عائدا إلى بيته


****

تلملم أوراقها بسرعة..تنتشل حقيبتها ,تتفحص محتوياتها بنظرة خاطفة لتتأكد أنها لم تنسى شيئاُ.

تنظر في المرآة تثبت نظارتها على رأسها وتخرج.

تبتاع من الدكان المجاور صحيفة ,تمشي حتى تبلغ الموقف الأقرب من بيتها

تنتظر لدقائق..تصل الحافلة

و تستقلها

تقلب أوراق الصحيفة...

لا جديد...تلحظ خبرا يعنيها

تقرؤه...ثم تعيد القراءة ...تطالعه مرارا وتكرارا

تترقرق في عينيها دمعة,تمسحها بطرف إصبعها

و تغمض عينيها وتستند على كرسيها

تبحر مع فكرة...تبتسم

ثم تتسع ابتسامتها

تتنهد وتهمس واصفة ذلك الشعور المجنون

تلملم شعث نفسها وتقوم من مكانها

تنزل من الحافلة وتكمل طريقها كما المعتاد

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

دري كيف أنساك؟



كنت اهرب من الذكرى,أتحاشاها منذ أخفيت دمعة باغتتني
على حين مرورٍ مفاجئ قرب الصرح الذي احتوى طفولتي
وهدهد جنوناً مراهقتي ..ومنحني ما أواجه به الحياة ثم أسلمني إليها .

لم أزر مدرستي منذ أنهيت الثانوية العامة ,لا لقلة وفائي إنما لأحفظ الصورة
في الذاكرة نقية..صافية لا تشوبها لطخات الحياة التي عرفتها في الخارج .

إلا أن قدري ساقني للعودة بعد أعوام خمسة انقضت بعيداً عن الباب الأزرق
الذي كان قد اعتادني طويلاً ..تلبسني الصمت مذ ولجته..الصمت إياه ..
صمت من عجز عن الكلام .

الذكريات مسالة شخصية تتابين حلواتها باختلاف منظور صاحبها ,وليست ذكرياتي
هي التي ألجمت لساني ..إنما العالم الذي أشرق مجدداً علي من هناك خلف أسوار الدر
وبين جدرانها ..العالم الذي أشعر أن وجوده يكاد يكون مستحيلاً
بالاستناد إلى شكل الدنيا خارجه.

حصة القرآن العذبة الجميلة .. التي قلتم أننا سنفتقدها ..وحصل
الأمانة الصدق ..الجمال..الخلق ..الذوق ..الإحترام..الإحتشام
والإبداع
الإبداع التي يجحف خريج الدر إن قال أنه موهبة ..لم ترعاها أيادكم
.

قيم تقوضت في العالم وغرستها الدر فينا ..وسقته بماء عنايتها طويلاً
وعارٌ علينا ان نقتلع غرساً غرستموه في انفسنا..في ارواحنا ..في العميق الداخل فينا.

عودتي إلى الدر قصيرة..سريعة .. لكنها كانت رعشة لذاكرة
كي لا انسى يوماً أن أيادٍ بيضاء امتدت لأكون انا

وحقها علي أن اكون فخراً لها.

وكما عاهدنا الدر دوماً

دري كيف أنساك..وهديك في دمي يجري

ابنة الدر
المهندسة ربى حجازي
تموز 2010

الأحد، 11 يوليو 2010

كأس الدهشة



مر الشهر..كالحلم مر

شهر العالم

شهر أتخمنا بالدهشة حتى غصصنا بمفاجأت ما كانت قد رسمت  موعدا لها مع المخيلة,ونصب في نهايته بطلاً كروياً جديداً على العالم وإن كان هذا الرابح الأخير إسماً تناقلته الصحف مرشحاً أكبر للربح.

أتكي على ذكريات  ..واندهش

صربيا تنتصر على ألمانيا والجزائريين يتعادلون مع الإنجليز الذين تسقطهم الماكينات الألمانية مع الأرجنتين لتترافقا إلى أي مكان بعيد..بعيد جداً عن جنوب إفريقيا,وتهوي البرازيل في حفرة حفرها الهولنديون ثم أوقعتهم أسبانيا فيها ..

الفوفوزيلا..وصوتها القاتل..

الأخطبوط بول ..وتوقعاته التي لا تخطئ 

وتشويشات الجزيرة الرياضية واشتراكاتها

دهشات أخرى  ما عرفناها إلا في الشهر المنصرم ,ونودعها اليوم

 وننتظر دهشات أخرى

في موعد أخر

في مكان أخر 

..في 2014...في البرازيل 

فاضبطوا ساعتكم ..وانتظروا

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

همسة على كتف الليل الطويل




يباغتني الصوت مجدداً ..

أمام الشاشة الكبيرة..

يلقي همسه على روحي ويحرض سكينتي لتلفني وشاحاً..



في حقيبتي ورقة وقلم ..

ورقة وقلم 


وانا أريد

أريد ان أسجله

أريد أن أسجل الصوت


قد يفر إذا ما سمع صرير القلم

لن أجازف

إن انحنيت لأكتب
ستفارق عيني الشاشة
ستفر لقطة

لا أستطيع
لا أستطيع
 لا أريد أن أجازف

الصوت يباغتني في العرض.
العرض 
أياه  الذي بحثت عنه
أياه الذي انتهى

منذ برهة


أريد شارعاً لا ينتهي ..وليل بطول ليلهم
أريد صمتا
أريد روحي معي 

احتاج الى سكينة لأعرف

اتنهد



فيلم الليل الطويل


 من يعرفني.. ولو قليلاً سيعرف ان إعلان مثل الإعلان في الأعلى ..كفيل بان يبدد كل حزن كان يكتفني وان يزرع على
ثغري ابتسامة تحمل خلفها كوم فرح .

أخيراً اليوم سيعرض فيلم الليل الطويل للمخرج حاتم علي في عمان,رأيي في الفيلم أؤجله لما بعد المشاهده , وسأكتفي الأن بالحديث عما تناقلته الاخبار عنه.



الفيلم تأليف وإنتاج المخرج التلفزيوني هيثم حقي، وبطولة خالد تاجا وسليم صبري وحسن عويتي ونجاح سفكوني وأمل عرفة وباسل خياط، وبالطبع إخراج حاتم علي  ويعد هذ العمل العمل الثالث سينمائياً له بعد فيلمي العشاق وسيلينا ,إلا أن المختلف في هذا العمل
أنه يسلط الضوء على عالم السجن السياسي  من خلال حكاية أربعة سجناء سياسين, يطلق سراح ثلاثة منهم، بينما يتم التحفظ على الرابع. ومن خلال متابعة حياة هؤلاء المفرج عنهم نتعرف على أثر السجن في تخريب حياتهم و ردود أفعال عائلاتهم .

حاز الفيلم على جائزة الثور الذهبي في مهرجان "تاورمينا " الأيطالي ,كما حاز على جائزة أفضل سيناريو مناصفة مع فيلم مصري في مهرجان القاهرة السينمائي وكذلك على جائزة أفضل مخرج في مهرجان أوسيان السينمائي في نيودلهي.

تمنوا لي مشاهده ممتعه :)

السبت، 19 يونيو 2010

6 أسرار لا يكشفها من يقابلك أول مرة

في متسلسلة جميلة بدأت في أحدى المدونات وتمر الان من مدونتي ..ولن تنتهي عندها
يكشف المدونون 6 أسرار لا يكشفها من يقابلني أول مرة :)

بالنسبة إلي فـمارح يكتشف أني

1- نولدت يوم عيد الفطر الصبح بين أذان الفجر وتكبيرات العيد :) وهذا شي بيعنيلي كتير

2-  أكتر حدا بينسى بالعالم ..وفاقدة الزاكرة والتركيز مع سوى


3-ما بحب كثر الحكي  


4-  بحب الثقافة والادب والفن ..و بحب الحياة جداً جداً


5-  بالبيت حدا ما بيشبه الحدا اللي برا أبداً .. أبدا أبدا أبدا


6-ما بقدر أكزب بمشاعري .. أو اقول شي غير اللي جواتي بحس اني مخنوقة






الجمعة، 11 يونيو 2010

كأس العالم..عالم الأغنياء فقط






الإحتفالية التي توحد محط أنظار العالم مختلف الرؤى تنطلق مساء اليوم ,
فتتحول الأبصار عن كل القضايا الكبيرة نحو الكرة المستديرة ,
والعالم المتشتت الذي لا يتفق على شئ يتفق على المونديال على 


 كأس العالم
 
في عام 1994 وحين كان والدي يضع كنبته المفضلة مقابل التلفاز تماماً ويعلن كل
حالات الطوارئ ويعممها ..كنت أجلس إلى جانبه أهتف بالأسماء التي يهتف بها وأقفز
..عند كل صرخة "جوووووووووووووول " ,وأذكر جيداً حين تراقص "بيبيتو" هازاً
يديه مهدياً هدفه لطفله ..
حتى جاء الصباح الذي قال لي فيه والدي :
"بالأمس إنتهى كأس العالم "
فسألته,ولم اكن حينها قد تجاوزت السابعة من عمري :
"فازت البرازيل صح ؟؟ "
فضحك .. على تكهني الصائب.
كنت أفضل حينها الكابتن رابح ومبارياته مع جوليان ولوكا في فريق الاجنحة 
وكنت أحاول دائماً إقناع والدي أن يشاركني في متابعة المبارايات ..
لإنها حقيقة  ..كما كنت أدعي .
كبرت أربع سنوات أخرى وفي 1998 تنازعنا أنا وبنت الجيران على نتائج
المباريات الاخيرة التي لازلت أذكر فيها هولندا وكرواتيا والبرازيل والفائزة فرنسا .
أنا كنت أشجع فرنسا .وحملت حلم هذا الفريق في 2002 ,في مونديال المباريات الصباحية ..لكن فرنسا خرجت من الدور الاول.وأبقيت الحلم على كاهلي في سنتي
الجامعية الاولى في 2006 ووصل إلى النهائي بأعجوبة ما توقعها أحد سواي .

انتهت فرنسا زيدان .. وأنا اليوم أخترت إسبانيا "الحصان الأسود" .

وأتسائل لماذا حرمت طفلة في السابعة من عمرها  ان تجلس اليوم قرب
والداها تهتف بالأسماء التي يهتف بها ..دون ان تدرك من اصحابها او ما 
معانيها ..لأن والدها فضل أن يحضر المبارايات في مقهى أو حُرِم منها كلياً 
,لأن قسط دراستها للعام القادم سيهدده شراء  كرت يفتح سماء الفضائيات على مصراعيه ..فقط
لأن كأس العالم هذه المرة .. عالم الأغنياء فقط

الأربعاء، 9 يونيو 2010

لأنك الأفضل بين طلاب المملكة


بوضوح تام أذكر ما قاله لنا أحد اساتذتنا في الجامعة:

"انتم من أفضل 10% من بين الطلبة في الجامعات الاردنية"

ثم اثبت لنا ذلك رياضياً ..
وببساطة متناهية
 عندما تكون طالباً في كلية الهندسة الجامعة الاردنية فذلك يعني انك حتماً في الطليعة .

لم يكن يحاول حينها بث الغرور في انفسنا إنما ثقة بعد أحباط أصابنا بعد نتائج ظنناها مخذلة.

وابتعد ذلك اليوم ..
وربما فارقنا الإحباط حيناً.. وعاود السكن في ثنايا أرواحنا بعد كل اجتهاد بذلناه ولم تتبعه نتيجة مرضية و كلما عادت لنا خريجة ,تزورنا و تحمل واقع الخيبة التي تنتظرنا..
إلى أن تشبث الأحباط بنا حين عايشنا هذا الواقع ,إذ أن قلة قليلة وجدت طريقها إلى تدريب او عمل ..والبقية الباقية ظلت تسند الرأس بكف اليأس وتنتظر.

عن نفسي أقول أني قاومت بكل ما أوتيت تسلُلَ اليأس إلى روحي من ارتكان كل ما تعلمته منذ عرفت الحياة حتى يوم لتخرج على وسادة الحلم 

فشلت في مرات قلائل إلا أنني نجحت في غالب الاحيان .
لست هنا بصدد ذكر تجربتي .

لكني أريد أن أقول لأولئك المتربعين على كراسي "القبول والتسجيل " يتحكمون بمصائر العباد

كفوا عن قبولنا في تخصصات .. لا يحتاجها احد

و للتمسكين بزمام التعليم والتربية

طالب التوجيهي , يستحق في العام الذي تملأون به رأسه بالإجابات
أن يتعلم كيف يختار تخصصه,وأن يعرف جيداً مالذي يتطلبه سوق العمل 

وإلى كل زميلاتي المنتظرات في طوابير البطالة

لازلنا من أفضل 10 % كونوا على يقين


وكفوا عن هذا الانتظار كما كففت وأبحثن عن انفسكن في اماكن أخرى
فهذا الزمان لا يتوقف..لينتظر أحد .


الخميس، 20 مايو 2010

الثقب الأسود..خاصتي



لأن ذاكرتي لا تحتوي على جزء "مؤقت "كالذي تمتلكه ذاكرة الحواسيب..

أدعي..

 أن ثقباً أسوداً قد تشكل فيه وابتلع الاحداث
القريبة والسريعة..
وشيئاً من التفاصيل القديمة .

وأؤكد لكم أن اعتقادي هذا ما جاء جزافاً..

فأنا لطالما شعرت باصطدام هذا الثقب بذكريات ظننتني دونتها جيداً
 .. وحين بحثت عنها لم اجد إلا بقاياها تنعي ما كان قد ابتلعه منها .

في الأونة الاخيرة ..

تنبهت لحالة شرود ذهني عميقة تذهب بوعيي بعيداً ..
حتى أنني أرحل عن صفحة مجريات الحياة
السائرة أمامي ..
حتى أنني قبل أيام رأيت وجه صديقتي وما عرفتها .
حتى انني عدت إلى المغسلة أكثر من ثلاث مرات ولم أغسل يدي..
حتى أنني رجوت والدتي أن تضع كفيها على كتفي وأن
تركز عينيها في عيني وتطلب ما شاءت بعد ذلك مني ..
لتضمن انني..
سمعت
ورأيت
ووعيت

سأفترض أنني لست بطيئة استيعاب ..استنادا إلى شهادة الهندسة التي منحوني إياها قبل "كم شهر "
و أؤكد لكل من سولت له نفسه أن يقول  "بتحب " أنني لست كذلك ..
وبفضل الله سجلي الصحي خالي من الأمراض التي تستدعي وجود ثقباً أسوداً في الدماغ
... والدراسة والتي لطالما ظننتها السبب "خلصناها "

كانت أسئلة مثل
ما السبب إذن ؟
ومالحل إن كان ثمة حل ؟
والاهم ما الذي سيترتب علي "حياتياً " من وجود هكذا ثقب و أسود؟
تؤرقني
..

لكن بعد أن رأيت وعي العرب التام لما يجري حولهم...
وذاكرتهم التي ما محا منها التاريخ شيئاً..
وبالمقابل
ردود أفعالهم التي تدحر قانون نيوتن الذي يدعي فيه أن لكل فعل رد فعل يساويه بالمقدار

أدركت أن وعيي لا يلزمني كثيراً
وذاكرتي ليس له داعٍ بالمطلق

وان الثقب الأسود خاصتي نعمة حباني بها الله..على من هم سواي


الاثنين، 26 أبريل 2010

انعتاقي منك ..همهمه




رأيتكِ فيما يراه النائم..
أتيتِ وبين يديكِ هدية مجنونة كمثلكِ,

وكوم أوراق خططتِ عليه شيئاً من خفاياي ..
وما تنمالكت نفسي
 فصرخت
حين فُتحت مع ما فتح من الهدايا القادمة إلى حفل مفاجئ..


فدفاتري ما قرأها منذ ذاك الزمن سواكِ..


زرقاء حلوى الحفل كانت

تشبه الإحتفاء بمولود ذكر

جلبها المهنؤون بما أظنه تخرجي

..

مناسبة يليق بها العزاء أكثر من الفرح..

 موت من حياة زاهرة إلى حياة تجعلك عجلة في ألة في مصنع

أو كرسي في مكتب في شركة

..أو أشياء أخرى

محض أشياء

!

أعرف لماذا حلمت بكِ الأن !


انعتاقي من وهم احتياجيك

من روحي المعلقة بعد غيابكِ ,

المغلقة بإحكام عن العيون الباحثة
فيها ..عنها


روحي تفتحت لمن يجيد مطالعة الأرواح

فأما ان يقرأها فيصدقها ..فأتقلدهُ على قلبي

وإما أن يكذب ..فأقلمه كأظفر ناشز ..وألقيه إلى هاويه

انعتقت منكِ..

من خطيئة ظننت انني اقترفتها

حين دفعتك لتهوي..
بعيداً
بعيداً
حين كنتي أول من ابتدأ الكذب



الجمعة، 16 أبريل 2010

التلفزيون الأردني..هل يعتقد ان هذا نموذج لطالب اردني مميز؟

كوم إنجازات حققها طالب –أردني على مستوى العالم.وكوم أخر من مشاريع طلابية ليست صغيرة أبداً استعرضها بزهو التلفزيون الأردني في صباحات الاسبوع الفائت.

التقى "بالمبدعين الصغار" وعرض لنا اعمالهم,ربما..ليرينا نموذجاً لطالب أردنيي متميز.

في الواقع عند اللقاء الأول في برنامج يوم جديد مع الطالب الحاصل على مراكز أولى عالمية في مجالات الكيمياء والرياضيات و .. و .. وكذلك المركز الاول على الاردن في اللغة العربية ,ظننت أن الإنجاز أردني بحق ليتبجح بها التلفزيون الوطني لما يقارب ساعة من الوقت .

الطالب درس نصف "المراحل الدراسية" في أمريكا وعندما عاد إلى الوطن انتسب إلى مدرسة "انترناشونال" تابعت العمل على ما جاء به ,ثم تلقفته جامعات أوروبا ليدرس الطب هناك ,ولن أتي بجديد أن تكهنت انه سيكمل حياته هناك كي لا يضيع مجهود العمر في الدراسة والكد ..على يد مريض ثائر .
أما المشاريع التي عرضها برنامج يسعد صباحك لطلاب أحدى المدارس الكبرى في عمان ,المشاريع الهندسية والتي أؤكد على انها ليست صغيرة أبداً ,وتلقت رعاية من شركات حكومية خاصة فأصحابها لا يختلفون كثيراً عن صاحبنا الطبيب الأول.

انا لا أسخف من قيمة هذه الإنجازات .. لكن أتسائل لماذا هذا الاستعراض من قبل التلفزيون الأردني ..هؤلاء طلبة تلقوا رعاية خاصة لم يدرسوا في مدارس قد تدخلها بعينين وتخرج بواحدة..ولم تغفو ارواحهم على أكف العفاريت في ليلة انتظار نتائج الثانوية العامة ليحصلوا على نتائج لا احد يعرف مدى صحتها..ليحملوها ويتراكضوا على ابواب الجامعات الأردنية علّها تقبل أن تجلسهم على مقاعدها ليخرجوا منها "بعرفوش يكتبوا تقرير" وينضموا أخيراً إلى صفوف البطالة الطويلة.

هل سيتحفز طالب في الصف العاشر يدرس في مدرسة حكومية بالكاد توفر له الكتب التي يدرسها حين يرى طالبا في مثل عمره وسنه يصمم دراجة لرجل السير أو يخطط لحديقة ويراها تتحول إلى حقيقة ..أم أن هذا سيفاقم شعوره بالنقص وبالعجز ,حين لا ينقصه الإبداع ولكن تنقصه الرعاية.

الأربعاء، 14 أبريل 2010

أعطونا الطفولة




أتذكر؟


لم يسألني أحد عما وراء تلك العبارة التي خططتها على أول كتاب ..

"إلى الطفلة التي كنتها وعولت علي كثيراً"

نحن حين نكبر..يموت الطفل الذي كناه

نحمل اسمه ,وبعض ملامحه ..وفيض من ذكرياته

لكننا نسرع في دفن برائته ودهشته وامنياته..

ربما نظن أن الاحتفاظ بها ..سذاجة

لكن..

أتصدق؟

كلنا نتوق للعودة إلى هناك ..

كلما ابتعدنا ,اشتقنا اكثر..


أخبرتك من قبل أن غريزتي الامومة والأبوة ليستا سوى رغبة في استعادة الطفولة

وعيشها  مرة أخرى على نحو أفضل..

ألسنا جميعاً نحاول أن نصنع لأبنائنا حياة خالية مما عانيناه فأوجعنا..

لكننا دون نقصد نخلق لهم عناءاً ذو شكل مختلف .



لازلت أردد وراء" ريمي بندلي" كلما سمعتها تغني..


أعطونا الطفولة

أعطونا الطفولة

أعطونا

أعطونا

اعطونا السلام.





الأحد، 11 أبريل 2010

قاتل أمه



مذ انغزل في أحشائها ,احبته
ورسمته في مخيلتها ,طفلاً يداعب نسائم الحياة
لتزهو ..
لتحلو...

ومذ شهق أول مرة وهي تداريه وتناغبه ..
تعلمه وتربيه..
تسرق من نومها لتطعمه ..
وتقتل روحها لتسعده..

وتنسج مع خيوط الفجر أمانيها برؤيته يكبر..
ليغدو رجلاً تتكئ على كتفه ما تبقى من خيبات العمر...

وكبر..
ولبته بقي في مهده ..أبد العمر

خرج باكراً ذلك الصباح ,وفي عيينيه التماع ينبؤ بشر
نادته:استهدي بالرحمن يا ولدي
وكأنه ماسمعها ظل ماض إلى عزمه.

وبعد برهة وقت عاد

...

عاد ويداه ملطختان بدم
وجريمة اقترفها على مرأى الأشهاد

استجمعت أنفاسها
وقالت خذوه..
خذوه  كبلوه
واعطوه جزاءه

فساقوه أمام عينيها ليلقى
عقابه

ودوت في خلدها صرخة:
قتلتني يا ابن بطني

القصة لمن لم يعرفها













السبت، 10 أبريل 2010

فرح

قفزت من أعالي الكنبة على ركبتي ,وأكملت طريقي نحو التلفاز (زحلقة) مما تسب في أحداث ثقب واضح المعالم على ركبة بنطالي الجديد,لم أبه لذلك الحادث العرضي وأتممت مراسم فرحي باللقطة التلفزيونية النادرة التي قتل فيها تيم حسن جساس في مسلسل الزير سالم, ثم تدبرت أمر أخفاء البنطال عن عيون الوالدة في وقت لاحق.
كنت في الرابعة عشرة من عمري, وكانت براعم الورد تتفتق على جدار القلب والشغف يعصف بي جنوناً وعشقاً وحياة..لم أكن أجيد الفرح ,فما هو مهنة نكتسبها مع الزمن حد الإجادة,لكننا نستشعره بالفطرة ,وما كان لحجم الأحداث أو دوري فيها وارتباطها بي تلك الأهمية في تحديد مقدار الفرح وطريقة التعبير عنه.
تتقلب الأيام لتشعرنا باستمرارية وجودناعلى ظهر البسيطة, ومنذ ذلك الحين تقلبت صفحات ثمانية أعوام على مفكرتي.
قبل أيام تقافز امام ناظري أعلان عن فرصة العمر التي لطالما أردت ,لم أتقافز معه فرحاً إنما أجلت الاتصال بأصحاب الأعلان لوقت لاحق في ذلك النهار.انشغلت وعدت إلي بيتي منهكة فما تمكنت إلا من النظر إلى الأعلان ومعاهدته على العودة إليه في الصباح التالي.
فتحت عيناي بحثاً عن الصحيفة , وجدتها قد اختفت وحلت مكانها صحيفة جديدة,هرعت إلى المقر الرسمي لتكديس الصحف والمجلات القديمة,انتشلت صحيفة البارحة من أعلى الكوم..قلبتها لأجد أن ثلاث صفحات في أحدها يتربع الأعلان المنشود مفقودة..ربما مسحت الخادمة بحلمي النافذة ,او غلفت به أنية فخارية .
هل تراهم يضعون الاعلانات المنشورة في الصحف على المواقع الاليكترونية, بحثت في موقع الصحيفة ,وجدت الصفحات الكاملة ..بحثت فيها قلبتها صفحة صفحة وجدت كل الأعلانات إلا ذلك الذي أريد.
اختنقت بعبرتي وقبل أن يتهاوى الدمع على شفير الخد تنبهت إلى تاريخ الصحيفة..هذه صحيفة اليوم لا البارحة,
وصلت إلى إعلاني بعد ذلك سريعاً..وما أن بلغته حتى هللت واستبشرت وصرخت فرحاً,تماماً كما كانت تفعل الطفلة التي كانت تسكنني منذ أعوام.

الخميس، 8 أبريل 2010

اختلاف ام تخلف

أنا لا اكتب مقالاً هنا..أنا افكر على الورقة
لطالما شق علي حالنا المتدهور علمياً وثقافياً وأخلاقياً وفكرياً وسياسياً ودينياً واقتصادياً وصناعياً و ....وضع ما شئت من مجالات (كلها متدهوره) ,
تراجعنا عن ركب الحضارة ووقفنا على هامش الحياة نستهلك منتجات الاخرين ونلعن سياساتهم,نتلقى الشتائم والرصاص بأسلوب واحد لا يتعدى (ردود فعل غاضبة في مظاهرة) ومن ثم نلقي حزننا المفتعل في بئر النسيان.

لطالما حاولت أن أجد سبباً منطقياً لهواننا حتى في أعيننا,وقلة احترام الاخر(أياً كان هذا الأخر) لنا.
 هل سياساتنا غير مجدية؟هل القضية قضية ضعف اقتصادي؟أم أن الضعف العسكري سبب؟؟هل المعتقد الديني دافع لمحاربتنا أم أنها(قلة مروتنا وكسلنا) ,أوالفساد المستشرى في مجتماعاتنا.

في كل مرة أعتقدت أني بلغت سبباً منطقياً وجدت أن النتيجة أكبر من السبب .

لا أدري كيف ترتبت كل الأمور في الاونة الاخيرة ,

أمر عبر أروقة كليتي الصغيرة, ثلاثة معارض تقام في أقل من شهر تنظم من قبل أقطاب متباينة كلها تعبر عن موضوع واحد(فلسطين),ثم يتم تنظيم نشاطين( فلنسميهما جدلا ثقافيين) في يومين متتاليين من منظمين مختلفين أيضاً ,والمستهجن الغريب (انه هدول ما بيحضروا لهدول وهدول ما بيحضروا لهدولاك...)تثور الذاكرة وتعيد إلي صورة مسيرتين خرجتا في ذات الوقت في ذات اليوم اتحدت في كلتاهما الهتافات وتبياينت الاتجاهات حتى سارت كل منها في طريق.

أخرج من نطاق جامعتي

يطل علينا فيصل القاسم (المتسلي بخلافاتنا)ومعه قطبي مغناطيس لا يجمعهما إلا التنافر وأن نطق كل منهما بالعربية,تنتهي الحلقة فتليها نشرة الأخبار, في فلسطين (تناحر على سلطة)في العراق (أقتتال على المبادئ) في دارفور .. فتاوى تكفيرية هنا وهناك جدالات بيزنطية عقيمة ..في كل بقعة من هذا التشتت العربي
أما آن لنا أن نلتفت عن أختلافنا إلى تخلفنا
أما آن لنا ان نعي أن اختلافنا غنى ,فبه نرى الحقائق بأبعادها الثلاثية الحقيقية عوضاً عن وجهة نظرة وحيدة من مسقط واحد.
أما آن لنا أن نفهم الاخر ونتقبل فكره ونتيح له أن يعبر عنه مهما كان مخالفاً لما نعتقد بصحته,ما لم يقدم لنا شيئاً من إساءة.
أما آن لكل منا أن يجد في الأخر نقاط التقاء تجمع ولا تفرق نتعاون عليها وبها نعمل ,ومن ثم نثير رحى نقاشات تهدف للبحث عن الحقيقة وتقبلها أياً كانت فيما تبقى من اختلافات لنرتقي بفكرنا اولاً وبهذه الأمة الصريعة ثانياً.

زخة ثلج

لطالما ظننت أن وزارات التعليم بشقيها "التربية والعالي"مستقصديتني!!

إذ أنها لا تتنبه إلى أن الحالة الجوية تستدعي رفع درجة التأهب ,والاعلان الفوري عن "يوم ممل"أمام تلفزيون بـ"ستلايات "معطوب بسبب تراكم الثلوج
..متقطع البث وفقاً لتقطع التيار الكهربائي,إلا بعد أن أكون قد غادرت الفراش الوثير الدافئ وقطعت الفيافي للوصول
 إلى المدرسة"أيامات المدرسة"وإلى الجامعة "أيامات الجامعة".

وبعد أن أبلغ الباب الرئيسي المغلق يلوح لي أحدهم من امامه بيده "مافيش..ما فيش دوام".

لكن وزارات التعليم لم تغير قواعد اللعبة رغم أني تخرجت من كل ما يمت لها بصلة
لازال الطلاب بصحوا بكير ..وبطلعوا بالبرد..و بداوموا وبرجعوا على بيوتهم
نستنتج .. اني مش أنا اللي كنت مستهدفه.
عندي اقتراح..مش اخدتو دينار للجامعات من يومين ..والكل بيسائل شو بدك تسوو فيه؟
ابعتولنا فيه مسجات "اليوم دوام".."اليوم عطلة

اختلفنا

لطالما اختلفنا..
ظللنا نختلف
ولازلنا نختلف

ويعلو صوت احتدام النقاش غمامة تلفت انتباه كل الحاضرين
فيسألون..و نضحك
كل خلافتنا لم تفسد للود قضية
ربما لأنها كانت
عندما ترهل الحزن على عنقي حتى حجب عني رئتي طعم الهواء
,وحين غاب الجميع وبقيت ..
و حتى حين غاب النور لغايبها..
ودائماً

أرسلت شعاع يدفئ الروح ويحتويها.
تصغي إلى أنين الألم كما تصغي إلى جنون الفرح
ولا تربت على كتفي إنما
..
نختلف
..
وأصرخ لتكف عن اتهام نرجسيتي
فتعانقني بود..ولا تغير رأيها

أرسلتُ لروحها ألف رصاصة وفجرت في وجه حنوها قنابل غدر
واتكأتْ على مزاجيتي لتبرر أفعالي امام ودها الذي ما انقطع


إلى ان جاءت تحمل قلبها بين كفيها تحار به
وتسألني
..
وظلّلنا الفرح
وظللها
وكالغياب ارتحلت
خلف شمسه..فاحتجب نورها عني

طنجرة مقلوبة

, كنت في الرابعة عشر من عمري عندما "عيروني"فيها أول مرة إذ أنها أنجزت مشروعاً عظيماً أثناء خروج جدتها وأمها إلى السوق, "فالمعدلة" استغلت وقت غيابهما لإعداد"طنجرة مقلوبة"و كل ما يلزمها من توابع "سلطة وغيرها".

شهق العمر شهقة اولى ..
وبعد ان انهينا الثانوية العامة ,
بفترة وجيزة ,قالوا:فلانة إياها خطبت
وتناقلت الاحاديث أنها قررت أن لا تكمل تعليمها
وتعقيباً على ذلك قيل :شو بدها فيها الشهادة..خطيبها غني والله فاتحها عليه

شهق العمر شهقة أخرى ..وتخرجتُ من الجامعة
رأيتها في اجتماع عائلي منذ أشهر, ,
توارت خلف عتمة الليل..لكنني اقتربت والقيتُ عليها التحية
وتبسمتُ للطفولة المتشبثة بيديها المتأهبه للإزدهاء بأخ بات وصوله قريب

لقد أصبحت أجمل .. هي الحياة حين تعبرنا تترك أثراً باهياً في وجوهنا

وإن كان للنسوة رأيٌ أخر..
"هاد العز مبين عليها"
ربما..من يدري ؟

تعثرت ..واقسم أنه محض تعثر لم يسبقه أي تخطيط ..بصفحة زوجها
على "الفيس بوك"وبدافع من الفضول أوغلت لأرى اسمها يجاور اسمه في خانة الحالة الاجتماعية
..حتى صدمت بادعائه أنه:

"Single"

وبكوم علاقات نسائية متناثرة بين ثنايا صفحته

و..

و.صور

وكلام..

وصمت عقد لساني

وحزن ثقيل خيم على روحي