الأربعاء، 28 يوليو 2010

~ كلمة من صمت 1 ~

يبدد صمت المساء بضحكته عبر الأثير ، بعد كل كلمة وتعليق وسؤال وإجابة.

وكأنه تحت تأثير..الهواء

يزيل عند انتهاء الوقت السماعة عن أذنه,يفتح باب الاستيديو ويخرج.

يشير للمخرج بيده مودعاً,ولا يعلق على أي من مجريات الحلقة
...
ويرحل.

يمشي مطرقا في شوارع المدينة الفارغة, تنتابه فكرة ويجتاحه شعور

يرفع رأسه يحدق في نجوم المساء المعلقة في السماء.

ينتشي....يركض إلى الأمام ...يرفع يديه ...يتخذ هيئة الطير

و يحلق دون ان تغادر قدماه الأرض

يدور حول نفسه يصرخ... يقف فجأة

يصفق بحرارة..

ثم يضع يديه جانبا .

تمر سيارة أجرة
 
يستقلها عائدا إلى بيته


****

تلملم أوراقها بسرعة..تنتشل حقيبتها ,تتفحص محتوياتها بنظرة خاطفة لتتأكد أنها لم تنسى شيئاُ.

تنظر في المرآة تثبت نظارتها على رأسها وتخرج.

تبتاع من الدكان المجاور صحيفة ,تمشي حتى تبلغ الموقف الأقرب من بيتها

تنتظر لدقائق..تصل الحافلة

و تستقلها

تقلب أوراق الصحيفة...

لا جديد...تلحظ خبرا يعنيها

تقرؤه...ثم تعيد القراءة ...تطالعه مرارا وتكرارا

تترقرق في عينيها دمعة,تمسحها بطرف إصبعها

و تغمض عينيها وتستند على كرسيها

تبحر مع فكرة...تبتسم

ثم تتسع ابتسامتها

تتنهد وتهمس واصفة ذلك الشعور المجنون

تلملم شعث نفسها وتقوم من مكانها

تنزل من الحافلة وتكمل طريقها كما المعتاد

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

دري كيف أنساك؟



كنت اهرب من الذكرى,أتحاشاها منذ أخفيت دمعة باغتتني
على حين مرورٍ مفاجئ قرب الصرح الذي احتوى طفولتي
وهدهد جنوناً مراهقتي ..ومنحني ما أواجه به الحياة ثم أسلمني إليها .

لم أزر مدرستي منذ أنهيت الثانوية العامة ,لا لقلة وفائي إنما لأحفظ الصورة
في الذاكرة نقية..صافية لا تشوبها لطخات الحياة التي عرفتها في الخارج .

إلا أن قدري ساقني للعودة بعد أعوام خمسة انقضت بعيداً عن الباب الأزرق
الذي كان قد اعتادني طويلاً ..تلبسني الصمت مذ ولجته..الصمت إياه ..
صمت من عجز عن الكلام .

الذكريات مسالة شخصية تتابين حلواتها باختلاف منظور صاحبها ,وليست ذكرياتي
هي التي ألجمت لساني ..إنما العالم الذي أشرق مجدداً علي من هناك خلف أسوار الدر
وبين جدرانها ..العالم الذي أشعر أن وجوده يكاد يكون مستحيلاً
بالاستناد إلى شكل الدنيا خارجه.

حصة القرآن العذبة الجميلة .. التي قلتم أننا سنفتقدها ..وحصل
الأمانة الصدق ..الجمال..الخلق ..الذوق ..الإحترام..الإحتشام
والإبداع
الإبداع التي يجحف خريج الدر إن قال أنه موهبة ..لم ترعاها أيادكم
.

قيم تقوضت في العالم وغرستها الدر فينا ..وسقته بماء عنايتها طويلاً
وعارٌ علينا ان نقتلع غرساً غرستموه في انفسنا..في ارواحنا ..في العميق الداخل فينا.

عودتي إلى الدر قصيرة..سريعة .. لكنها كانت رعشة لذاكرة
كي لا انسى يوماً أن أيادٍ بيضاء امتدت لأكون انا

وحقها علي أن اكون فخراً لها.

وكما عاهدنا الدر دوماً

دري كيف أنساك..وهديك في دمي يجري

ابنة الدر
المهندسة ربى حجازي
تموز 2010

الأحد، 11 يوليو 2010

كأس الدهشة



مر الشهر..كالحلم مر

شهر العالم

شهر أتخمنا بالدهشة حتى غصصنا بمفاجأت ما كانت قد رسمت  موعدا لها مع المخيلة,ونصب في نهايته بطلاً كروياً جديداً على العالم وإن كان هذا الرابح الأخير إسماً تناقلته الصحف مرشحاً أكبر للربح.

أتكي على ذكريات  ..واندهش

صربيا تنتصر على ألمانيا والجزائريين يتعادلون مع الإنجليز الذين تسقطهم الماكينات الألمانية مع الأرجنتين لتترافقا إلى أي مكان بعيد..بعيد جداً عن جنوب إفريقيا,وتهوي البرازيل في حفرة حفرها الهولنديون ثم أوقعتهم أسبانيا فيها ..

الفوفوزيلا..وصوتها القاتل..

الأخطبوط بول ..وتوقعاته التي لا تخطئ 

وتشويشات الجزيرة الرياضية واشتراكاتها

دهشات أخرى  ما عرفناها إلا في الشهر المنصرم ,ونودعها اليوم

 وننتظر دهشات أخرى

في موعد أخر

في مكان أخر 

..في 2014...في البرازيل 

فاضبطوا ساعتكم ..وانتظروا