الثلاثاء، 13 يوليو 2010

دري كيف أنساك؟



كنت اهرب من الذكرى,أتحاشاها منذ أخفيت دمعة باغتتني
على حين مرورٍ مفاجئ قرب الصرح الذي احتوى طفولتي
وهدهد جنوناً مراهقتي ..ومنحني ما أواجه به الحياة ثم أسلمني إليها .

لم أزر مدرستي منذ أنهيت الثانوية العامة ,لا لقلة وفائي إنما لأحفظ الصورة
في الذاكرة نقية..صافية لا تشوبها لطخات الحياة التي عرفتها في الخارج .

إلا أن قدري ساقني للعودة بعد أعوام خمسة انقضت بعيداً عن الباب الأزرق
الذي كان قد اعتادني طويلاً ..تلبسني الصمت مذ ولجته..الصمت إياه ..
صمت من عجز عن الكلام .

الذكريات مسالة شخصية تتابين حلواتها باختلاف منظور صاحبها ,وليست ذكرياتي
هي التي ألجمت لساني ..إنما العالم الذي أشرق مجدداً علي من هناك خلف أسوار الدر
وبين جدرانها ..العالم الذي أشعر أن وجوده يكاد يكون مستحيلاً
بالاستناد إلى شكل الدنيا خارجه.

حصة القرآن العذبة الجميلة .. التي قلتم أننا سنفتقدها ..وحصل
الأمانة الصدق ..الجمال..الخلق ..الذوق ..الإحترام..الإحتشام
والإبداع
الإبداع التي يجحف خريج الدر إن قال أنه موهبة ..لم ترعاها أيادكم
.

قيم تقوضت في العالم وغرستها الدر فينا ..وسقته بماء عنايتها طويلاً
وعارٌ علينا ان نقتلع غرساً غرستموه في انفسنا..في ارواحنا ..في العميق الداخل فينا.

عودتي إلى الدر قصيرة..سريعة .. لكنها كانت رعشة لذاكرة
كي لا انسى يوماً أن أيادٍ بيضاء امتدت لأكون انا

وحقها علي أن اكون فخراً لها.

وكما عاهدنا الدر دوماً

دري كيف أنساك..وهديك في دمي يجري

ابنة الدر
المهندسة ربى حجازي
تموز 2010

هناك تعليق واحد:

  1. الاء الحياري13 يوليو 2010 في 11:18 ص

    جميل جدا جدا ربى...

    يكفي الدر فخرا انها خرجت طالبه مثلك...وبأبداعك..

    ذكرتني بمدرستي...التي ابحث عن اي حديث لاذكرها في منتصفه...

    ردحذف