السبت، 10 أبريل 2010

فرح

قفزت من أعالي الكنبة على ركبتي ,وأكملت طريقي نحو التلفاز (زحلقة) مما تسب في أحداث ثقب واضح المعالم على ركبة بنطالي الجديد,لم أبه لذلك الحادث العرضي وأتممت مراسم فرحي باللقطة التلفزيونية النادرة التي قتل فيها تيم حسن جساس في مسلسل الزير سالم, ثم تدبرت أمر أخفاء البنطال عن عيون الوالدة في وقت لاحق.
كنت في الرابعة عشرة من عمري, وكانت براعم الورد تتفتق على جدار القلب والشغف يعصف بي جنوناً وعشقاً وحياة..لم أكن أجيد الفرح ,فما هو مهنة نكتسبها مع الزمن حد الإجادة,لكننا نستشعره بالفطرة ,وما كان لحجم الأحداث أو دوري فيها وارتباطها بي تلك الأهمية في تحديد مقدار الفرح وطريقة التعبير عنه.
تتقلب الأيام لتشعرنا باستمرارية وجودناعلى ظهر البسيطة, ومنذ ذلك الحين تقلبت صفحات ثمانية أعوام على مفكرتي.
قبل أيام تقافز امام ناظري أعلان عن فرصة العمر التي لطالما أردت ,لم أتقافز معه فرحاً إنما أجلت الاتصال بأصحاب الأعلان لوقت لاحق في ذلك النهار.انشغلت وعدت إلي بيتي منهكة فما تمكنت إلا من النظر إلى الأعلان ومعاهدته على العودة إليه في الصباح التالي.
فتحت عيناي بحثاً عن الصحيفة , وجدتها قد اختفت وحلت مكانها صحيفة جديدة,هرعت إلى المقر الرسمي لتكديس الصحف والمجلات القديمة,انتشلت صحيفة البارحة من أعلى الكوم..قلبتها لأجد أن ثلاث صفحات في أحدها يتربع الأعلان المنشود مفقودة..ربما مسحت الخادمة بحلمي النافذة ,او غلفت به أنية فخارية .
هل تراهم يضعون الاعلانات المنشورة في الصحف على المواقع الاليكترونية, بحثت في موقع الصحيفة ,وجدت الصفحات الكاملة ..بحثت فيها قلبتها صفحة صفحة وجدت كل الأعلانات إلا ذلك الذي أريد.
اختنقت بعبرتي وقبل أن يتهاوى الدمع على شفير الخد تنبهت إلى تاريخ الصحيفة..هذه صحيفة اليوم لا البارحة,
وصلت إلى إعلاني بعد ذلك سريعاً..وما أن بلغته حتى هللت واستبشرت وصرخت فرحاً,تماماً كما كانت تفعل الطفلة التي كانت تسكنني منذ أعوام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق