الخميس، 8 أبريل 2010

اختلاف ام تخلف

أنا لا اكتب مقالاً هنا..أنا افكر على الورقة
لطالما شق علي حالنا المتدهور علمياً وثقافياً وأخلاقياً وفكرياً وسياسياً ودينياً واقتصادياً وصناعياً و ....وضع ما شئت من مجالات (كلها متدهوره) ,
تراجعنا عن ركب الحضارة ووقفنا على هامش الحياة نستهلك منتجات الاخرين ونلعن سياساتهم,نتلقى الشتائم والرصاص بأسلوب واحد لا يتعدى (ردود فعل غاضبة في مظاهرة) ومن ثم نلقي حزننا المفتعل في بئر النسيان.

لطالما حاولت أن أجد سبباً منطقياً لهواننا حتى في أعيننا,وقلة احترام الاخر(أياً كان هذا الأخر) لنا.
 هل سياساتنا غير مجدية؟هل القضية قضية ضعف اقتصادي؟أم أن الضعف العسكري سبب؟؟هل المعتقد الديني دافع لمحاربتنا أم أنها(قلة مروتنا وكسلنا) ,أوالفساد المستشرى في مجتماعاتنا.

في كل مرة أعتقدت أني بلغت سبباً منطقياً وجدت أن النتيجة أكبر من السبب .

لا أدري كيف ترتبت كل الأمور في الاونة الاخيرة ,

أمر عبر أروقة كليتي الصغيرة, ثلاثة معارض تقام في أقل من شهر تنظم من قبل أقطاب متباينة كلها تعبر عن موضوع واحد(فلسطين),ثم يتم تنظيم نشاطين( فلنسميهما جدلا ثقافيين) في يومين متتاليين من منظمين مختلفين أيضاً ,والمستهجن الغريب (انه هدول ما بيحضروا لهدول وهدول ما بيحضروا لهدولاك...)تثور الذاكرة وتعيد إلي صورة مسيرتين خرجتا في ذات الوقت في ذات اليوم اتحدت في كلتاهما الهتافات وتبياينت الاتجاهات حتى سارت كل منها في طريق.

أخرج من نطاق جامعتي

يطل علينا فيصل القاسم (المتسلي بخلافاتنا)ومعه قطبي مغناطيس لا يجمعهما إلا التنافر وأن نطق كل منهما بالعربية,تنتهي الحلقة فتليها نشرة الأخبار, في فلسطين (تناحر على سلطة)في العراق (أقتتال على المبادئ) في دارفور .. فتاوى تكفيرية هنا وهناك جدالات بيزنطية عقيمة ..في كل بقعة من هذا التشتت العربي
أما آن لنا أن نلتفت عن أختلافنا إلى تخلفنا
أما آن لنا ان نعي أن اختلافنا غنى ,فبه نرى الحقائق بأبعادها الثلاثية الحقيقية عوضاً عن وجهة نظرة وحيدة من مسقط واحد.
أما آن لنا أن نفهم الاخر ونتقبل فكره ونتيح له أن يعبر عنه مهما كان مخالفاً لما نعتقد بصحته,ما لم يقدم لنا شيئاً من إساءة.
أما آن لكل منا أن يجد في الأخر نقاط التقاء تجمع ولا تفرق نتعاون عليها وبها نعمل ,ومن ثم نثير رحى نقاشات تهدف للبحث عن الحقيقة وتقبلها أياً كانت فيما تبقى من اختلافات لنرتقي بفكرنا اولاً وبهذه الأمة الصريعة ثانياً.

هناك تعليق واحد:

  1. الاء الحياري8 أبريل 2010 في 12:03 م

    مقالة جميلة جدا واسلوب مميز اعتدناه ...
    و"حطيتي ايدك ع الجرح ربى"..واقع مؤلم نغطي عدم اكترانا له باننا لا ندري...او اننا نتأمل بتغير الحال دون اي فعل ترتكي عليه امالنا...!!!
    فعلا واقع "بيوووووجع"...والله يصلح الحال..

    ردحذف